يصنع فيلم The Hunt 2012 بمزيانية لا تتعدى أربعة مليون دولار أمركي
بينما تُشاهد الافلام للحصول على متعة لبقة رخيصة ناتجة عن بعض التداخلات الغير منطقية في عوالم ما، يقبع الفن الحقيقي في تلك الافلام التي ليس شرطاً أن تتعدى ميزانياتها المليارات. يصنع فيلم The Hunt 2012 بمزيانية لا تتعدى أربعة مليون دولار أمركي، ولأن ميزانية الفيلم ليست بالمقياس أبداً، إلا أن معظم القصص الاصلية، التي تنتمي إلى الفن الحقيقي بروحها، لا تكلف كثيراً، ولا تحتاج لكل تلك البهاريز البصرية المتكلفة، ولا تحتاج إلى كل تلك الالوان الجذابة الفاقعة، إنها تحتاج فقط قصة فنية أصلية.. لمن يظن أن الفن من شأنه أن يجعلك مبتهجاً، فأنت مخطأ.
فيلم the hunt هو جرعة درامية قوية جداً، تطرح مفاهيم متل الوحدة، القوة، الظلم، وتشعرك بقوة الظلم الذي من الممكن أن يحلقه الناس تجاه شيء ما، بسبب فكرة واحدة خاطئة.
يضعك فيلم the hunt في منظور شخص عادي جداً، طيب، قوي، يبدو عليه الاستقرار دائماً ولا يلجئ إلى إستعطاف الاخرين بسهولة، ثم يضعه بين إلتفاف كافة مجتمعه الصغير الكبير الذي يعشقه عليه، ملفقين إليه إتهاماً بالاعتداء الجنسي على طفلة صديقه المقرب.
يرينا فيلم the hunt أن الناس يتصرفون بعفويتهم الجيدة، يرون شخص في نظرهم متحرش جنسي بالاطفال، غير متزوج، ومطلق، ويعمل في روضة يتداخل بها مع كل أجزاء حياة الاطفال الصغيرة، فماذا يا ترى ستكون ردة فعلهم؟
تعتقد نيتهم الجيدة أن بسبهم وإزدراءهم وضربهم لذلك المتحرش الخطير سيتغير العالم، أو سيساهمون عن طريق ذلك بمعاقبة هذا المجرم الخطير. بينما في الحقيقة، هؤلاء الناس، صديقه المقرب، زملاءه في العمل، وحتى البقالة التي اعتاد الشراء منها، كل ذلك المجتمع الصغير القوي الذي اعتاد العيش وسطه وله، يقوم بتدمير حياته.. رويداً رويداً.
غاية الفن الاساسي هو أن يجعلك تشعر بشيء ما تفكر بشيء ما، تحب، تكره، تظن، تتحدث، تتحرك، ومع ذلك. كلها محاولات ردئية لوصف الفن.
فنننا الذي نحبه، هو شيء مبهم عظيم، غير قابل للوصف، أو التأطير.
كتبها: براء عدوان
ﺇﺧﺮاﺝ: توماس فينتربيرج (مخرج )
ﺗﺄﻟﻴﻒ: توماس فينتربيرج (مؤلف) توبياس ليندهولم (مؤلف)
طاقم العمل: لارس لانثي إلكسندرا رابابورت مادس ميكلسن توماس بو لارسن
اللغة: البولندية الدانماركية الإنجليزية
تصنيف العمل: ﺩﺭاﻣﺎ / 115 دقيقة
تعليقات
إرسال تعليق